main-top

التقزم النفسى احد نتائج الفراغ العاطفى بقلم أ / امانى جلال

05 أيلول/سبتمبر 2017
كتب 

التقزم النفسى احد نتائج الفراغ العاطفى

الإنسان جسد وروح،،
الجسد بحاجة إلى الطعام والشراب والهواء والروح بحاجة إلى المشاعر الصادقة المنضبطة..فبهذين المكونين تكتمل بنية الفرد ويحدث التوازن في حياته.

الفراغ العاطفي. موضوع سيطول الحديث عنه .. يوجد عند الصغارو يوجد عند الكبار. والبعض يرى أنها مشكلة تظهر واضحة بمرحلة المراهقة فهى تعرف بالمرحلة العمرية الحرجة, والبعض يراها في مراحل الطفولة أشد خطراً منها في المراحل الأخرى. أي يجب متابعتها منذ الطفولة حتى يتسنى لنا حلها عند الكبر.

ما هو تعريف الفراغ العاطفي؟ و ما هي علاماته؟

*الفراغ العاطفي هو تلك المساحة الخالية في النفس من الإحساس والشعور بالحب والاهتمام تولد مع الإنسان فنجده طفلا يحتاج لمسات أمه الحانية وبسمات أبيه التي تسكن روحه البريئة ومع الأيام يكبر الاحتياج وتتنوع هذه الحاجة حسب كل مرحله عمرية يمر بها الإنسان علاجها يكمن في جرعات متناغمة من الحب والعاطفة يقدمها له المقربون منه لتهدء نفسه وترتاح .

*أيضا .. الفراغ العاطفي هو ذلك الحرمان من المشاعر والأحاسيس الجميلة والتي يحتاج لها كل إنسان من المحيطين به..وبفقدانها يشعر الشخص بعدم اتزانه العاطفي.

*علامات الفراغ العاطفي:

الكآبة والحزن من دون سبب محدد، والشعور بالضياع والغربة في وسط الأهل - التذمر المستمر- الانعزال والبعد عن الواقعية والاتجاه لأحلام اليقظة لإشباع العاطفة ولو بالأحلام - عدم الرغبة في المشاركة بأنشطة الأسرة - كثرة الخروج من المنزل- العنف وقد يكون العراك مع الأخوة أو الصراخ بصوت عال لسبب تافه - تكسير الأشياء خاصة للبنت لأنها لا تستطيع الخروج من المنزل فليس لها متنفس غير تلك التصرفات التى تنفس بها عما بداخلها من مشاعر سلبيه كذلك الحال بالنسبة للأولاد و سلوكهم الغريب احياناواتجاههم للخروج بشكل مستمر هربا من المنزل وبحثا عن الإشباع العاطفى وغيرها من ممارسات ما هي إلا علامة من علامات الفراغ العاطفي أيضا.
امابالنسبة للفتيات .. قد يلاحظ تدني التحصيل الدراسي بشكل ملحوظ وقد تلجأ الفتات للتقرب لمن أكبر منها ومصادقتهم لتعويض حنان الأمومة المفقود، وقد تلجأ لإشباع هذهِ العاطفة بسلوك شاذ كالتقرب من إحدى صديقاتها اوالدخول بعلاقة لا تحمد عقباها..
أيضا السهر المستمروالقلق والحزن الغير مبرر، والتعلق بمن هم اكبر منها سنا او بعض رموز الفن حب غير طبيعى.

والآن ما هي أسباب الفراغ العاطفي؟

جذور الفراغ العاطفي بمرحلة المراهقة ممتدة منذ الصغر وستمتد للكبر إن لم تعالج،، فالفراغ العاطفي يبدأ في مراحله الأولى منذ الصغر..ويتمثل في عدم إشباع عواطفهم واحتياجاتهم النفسيه من ناحيه والديهم وأخوتهم وأقربائهم وأصحابهم.

ومن مظاهر هذا الفراغ ؟

وجود ابن وحيد ليس له أخ يسليه لذلك يجب الانتباه دائماً إلي خطورة الاكتفاء بولادة طفل واحد فيجب مراعاة شعور الابن من حيث وجود أخ أو أخت له يلعبان معاً ويتحدثان معاً ويتشاجران معا ثم يصطلحان في نفس الوقت ..ويقضين وقت معا ويستمتعان بطفولتهما المرحة .

أيضا من أهم أسباب نشوء المشكلة

ضعف الترابط الأسري المتمثل بـ:

1-عدم اهتمام الوالدين بإشباع عاطفة أبنائهم بسبب انشغالهم. فالأب مشغول بعملة طوال اليوم. وقد يعود منهكاً للمنزل وغير متفرغ لتدليل أولاده أو يرجع لمجرد ضبط وربط الأمور في محيط البيت فينهر ويعاقب ويفقد مشاعره كأب ليحتفظ بمسئوليته وهيبته كرب أسرة!
كذلك الأم العاملة، فهي منشغلة عن أبنائها وتتركهم إلي عناية المربيات.. ومنهم إلى الشارع. مما يخلق فجوة كبيرة بين الأم وأبنائها، وربما يكونوا حرموا من عواطف الأمومة نهائياً وأصبحت لغة التفاهم فقط هي الأوامر والنواهي عن أمور تتعلق بالدراسة أو السلوك أو ما شابه ذلك ، دون التفات إلى احتياجات أبناءهم الروحية والعاطفية.

2-انعدام الحوار في الأسرة وعدم اجتماعهم حول مائدة الطعام وعدم احترام تلك الأوقات فكل شخص يأخذ طبقه الخاص بالطعام ويتناوله بمفرده.

3-لا يوجد احتضان أو كلمة حب تقال وتتبادل بين الأبناء ووالديهم.

4-انشغال الوالدين بنزاعاتهم أو انفصال الوالدين.

5-قد يفقد الأبناء عاطفة البيت بسبب التفرقه كأن يهتمون بالولد أكثر من البنت!! أو الابن البكر أكثر من الصغير، أو تفضيل ابن أكثر جمالا على الأقل منه. يوجد غيرة عند الأطفال ويشعر بعضهم انه مضطهد أو مهمل أو لا يجد عناية مثل غيره مما ينشئ لديه عقد نفسية وقد يلجأ إلى خال أو عم أو جد أو جدة لتعويضه عما فقده من حنان ولكن الخطورة أن يبحث عن ذلك خارج البيت ..

6-وسائل الإعلام وما تبثه عبر قنواتها من أفكار وعلاقات حب غير سليمة مع الجنس الآخر.

7-الفراغ الروحي وضعف الوازع الديني لدى البعض.

اثبتت دراسة تربوية نفسية أجراها باحثون على مدى خمس سنوات أن للروابط العائلية، والحب الذي يكتنف العائلة بالغ التأثير والأثر على ذكاء الطفل، وتكوين البنية العقلية والجسدية والعاطفية والنفسية لأبنائنا، في حين أن الأطفال الذين يعيشون حالة من الحرمان العاطفي والحب الأبوي ويفتقرون إلى الرعاية والاهتمام فإن لذلك تأثيراً سلبياً على نمو إدراكهم وتطور ملكاتهم وقدراتهم الذهنية، بالإضافة إلى أنه يخلق مشكلات وعقد نفسية عند هذه الفئة من الأطفال مقارنة بالفئة الأولى التي تتلقى عناية ورعاية عائلية أوفر وأفضل.

وما لا يعرفه كثير من الآباء والأمهات عن الإهمال العاطفي، وأهمية الغذاء الروحي، هو حصيلة البحوث النفسية الأخيرة ألا وهو الآثار الجسدية والحيوية والتي تنعكس على الطفل المحروم عاطفياً.. فهذا الطفل لا يملك القدرة على النمو الجسدي، دون أي مسبب عضوي، ولذا سمى بعض علماء النفس هؤلاء الأطفال بالأطفال الأقزام نفسياً.

1415 K2_VIEWS
الصحفى على
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..