main-top

والد الطفل "إيلان": غادرت دمشق بعد وشاية من مخبر بمساعدتي للثوار

10 أيلول/سبتمبر 2015
كتب 
عبدالله شنو والد إيلان

«وكأن البحر وسادة، ومياهه سريره الصغير»، يقول عبدالله شنو الكردى، والد الطفل «إيلان» الذى لقى حتفه غرقاً أثناء محاولة أسرته السورية الهرب من تركيا إلى اليونان، هكذا اعتاد «عبدالله» رؤية نجله كل صباح داخل غرفته الصغيرة، على ذلك الوضع كان يحلو له النوم، وعليه أراح جسده النحيل على رمال الشاطئ التركى بعدما فاضت روحه لربها غريقاً تتناقله الأمواج أمام عينى والده.

لم تترك «ريحانة» زوجة «عبدالله» طفليها «إيلان»، الذى يبلغ من العمر 3 سنوات، و«غالب»، الذى يبلغ من العمر 4 سنوات، وحيدين، لكنها رحلت معهما إلى مثواها الأخير، تاركة الأب المكلوم وسط أمواج البحر يصارع الموت، حتى أنقذته القوات التركية، ليعود لبلدته فى «عين العرب» ليوارى أجساد نجليه وزوجته الثرى، وولى وترك للعالم صورة من وحشية سلكت مسارها للأراضى السورية منذ أعوام مضت، وأخذت مداها إلى مراكب الموت فى هجرة غير شرعية مقيتة، أودت بحياة أسرته كاملة.

يجلس «الكردى» الشهير باسم نجله الأكبر «أبوغالب» فى منزله الريفى فى منطقة عين العرب، التى تقع تحت سيطرة الأكراد، بعدما بقى وحيداً يتذكر بين الحين والآخر صورة نجله «إيلان» وهو تتناقله الأمواج غريقاً، وابنه «غالب» وقد بدا الزبد يظهر من بين شفتيه، وهو يقف عاجزا لا يملك من أمره شيئا، سوى الدعاء: «يا الله.. يا الله»، هكذا يروى لـ«الوطن» حكايته عبر الهاتف، التى بدأت من دمشق العاصمة السورية التى وُلد وتربى فيها وتزوج من ابنة عمه «ريحانة»، وعمل حلاقا هناك أيضا، فهو رغم أصوله الكردية فإنه لا يعرف لغتها، ولم يكن يداوم على زيارة «عين العرب» إلا مرات قليلة.

قال عبدالله شنو، إنه كان يعيش بالشام ووضعه مستقر، ويعمل بالحلاقة ومتزوج ولديه طفل، وزوجته حامل، وأنه لا علاقة له بما يدور من أحداث، مضيفا: "دخل شخص علىَّ المحل ذات ليلة، وطلب منى تبرعات لبعض الجرحى والمصابين من الثوار، الذين سقطوا جراء المواجهات مع قوات الأمن، بدافع إنسانى ليس إلا، دفعت له بعضا من النقود، ولكن ما لم أكن أتوقعه أن يكون الشخص نفسه مخبرا للمخابرات السورية، ورفع تقريرا يفيد بمساعدتى للثوار وقبض علىَّ، ولكن بعد تحقيقات كثيرة، تركت سوريا عائدا لـ«عين العرب» مسقط رأسى.

وأكد أنه رغم كونه كردي الأصل وجميع ضياعهم وأراضيهم فى «عين العرب»، قائلا: "إننى لم آلف حياة الريف، ولم أستطِع أنا وزوجتى «ريحانة» التأقلم معها، فحتى اللغة الكردية لا أستطيع التحدث بها، ومَن تربى فى حياة المدينة لا يستطيع تحمل حياة الريف، فقررت البحث عن عمل، خاصة أن مهنة الحلاقة لم تدر علىّ مالا فى الأرياف كما كانت فى دمشق، فقررت البحث عن عمل آخر"،وأوضح: "ذهبت إلى مدينة على الحدود التركية تسمى التل الأبيض، وهناك عملت فى إحدى شركات الاستيراد والتصدير، بين تركيا وسوريا، حلاقا للسائقين الأتراك، ولكن الوضع لم يستقِم هناك طويلا، فالحرب وضعت أوزارها، واضطررت للعودة مرة أخرى لـ عين العرب".

وأشار إلى أنه بعد العودة لـ«عين العرب» ومع استمرار ويلات الحرب لم يجد عملا، فدعاه أحد أصدقائه للسفر إلى إسطنبول والعمل هناك، وقال: "سافرنا ووجدت عملا مناسبا، ولكن لم يكن كافياً لتربية الأولاد، ورغم ذلك وجدت أن الوضع سيكون أفضل حالاً من الاستمرار فى سوريا، وكنت أتقاضى 650 ليرة تركية، وهو ما يقابل 200 دولار، مقابل العمل فى الحياكة الخياطة، وكنت أسافر كل شهر لزيارتهم، ولكن سرعان ما انتقلت الحرب إلى «عين العرب» وكان علىَّ نقل أولادى وزوجتى إلى تركيا للعيش معى".

4479 K2_VIEWS
سويس تايمز
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..