main-top

الجزء الرابع من "همسات الفراق" بقلم /اميره محمود

26 تشرين2/نوفمبر 2016
كتب 

دائماً ما كنت غريبه معك ..
و غريبه بدونك ..
و غريبه بك إلي الآبد ..

لم تكن تلك هي مرتي الأولي التي اشعر فيها بغربتي معك فغربه بُعدك دائماً ما كانت أخف وطأه من غُربه قربك يا صغيري ..
أتذكر جيداً تلك المره التي طال حديثنا فيها عن رغبتك في السفر الي الخارج معتمداً علي خبراتك المُتعدده الغير مستغله والمنهكه هنا .. مستشهداً بأبناء أخوالك التي قامت ممتلكاتهم العظيمه ابتداءاً من الخارج وانت تعلم وانا اعلم انك خير مُمثل لخيبه الأمل والكسل معاً يا صغيري ..
كان كلامي حينها متمركز في قربك من اهلك و عن مرار الغربه التي ستمر بها وعلي تعبك المتوقع والمقابل الغير مساوٍ لتلك التضحيات ولم احدثك ابداً عن غربتي التي سأشعر بها وانت غائب ..
لم أحدثك عن شعوري اللامتناهي بالأمان وانا أشتم رائحتك في الهواء الذي أتنفسه ..
لم أحدثك عن طمأنينتي التي باتت وأصبحت ملتصقه بوجودك ..
أما عن "يا صغيري" التي كانت تجعل حالك منقلب رأساً علي عقب عند حديثي لك دائماً
_انت صغير علي البهدله دي يا حبيبي
_بس يابت قال صغير قال

سأخبرك بشئ ولكن عدني ألا تخبر احداً .. حتي الان اشتم رائحتك في الهواء .. حتي الان سماعي لاليسا و هي تخبرك بأنك
ع بالي حبيبي .. ع بالي حبيبي
اغمُرك ما إتركك
اسرقك ما رجعك
احبسك ما اطلعك
من قلبي ولا يووووم
ليله البسلك الابيض وصير متلك والدنيا تشهد
وجيب منك انت طفلك انت .
يثير في خاطري الكثير من الفكر الذي اكره وجوده في مخيلتي .
كم كنت حمقاء ...!!
اردت ان احدثك كثيرا عن حجم حماقتي في حبك يا صغيري .
فأنت دائماً خير من أستشير وأسأل .
معلمي دائماً .. حتي في وجعي فكنت خير المعلم صدقني .
تملكني الحزن الشديد حينما علمت تفاصيل ليله عرسك .. لا اعلم أين تكمن إستفادتهم هؤلاء الذين كان يشغلهم إخباري بأحداثك وكأنهم يعلمون مدي شوقي لمعرفه اخبارك دون إخبارهم .
ولسوء حظك و حظي كانت مزامير اليسا تضرب دُفها لكي تنهض انت وعروسك لتلبيه مراسم الزفاف وترقصان علي أُغنيتي .
لو تذكر كم من السنوات ظلت تلك الاغنيه هي رنه هاتفي عندما تتصل بي لتظهر صورتك و أنت مبتسم تلك الأبتسامه التي اعربت عن صف أسنان أعجبت به دوماً.
و لكنها تبدلت الي فرحه عارمه عندما اخبروني بأن العريس تغيب عن "رقصه السلو" لوعكه صحيه .
تصفحت ليلتها الفيس بوك لأجد الكومنتات الساخره عن عدم وجودك أثناء الرقصه الرومانسيه أثناء فرحك يا صغيري.
تجمدت دمائي و ذُهلت وقتما رأيت صورتك ببدله زفافك و في إصبعك دبله خطبتنا ولكن مع اختلاف الاتجاهات في يدك اليسري ..

قرأت بعدها منشور عّلم في ذهني ولم انساه قط
#خيبات_متتاليه_في_رجال_علي_ورق_ولكن ..
اين يكمن الخطأ في انثي ارادت رجلاً ليحميها ام رجلٌ ارتدي لباس النساء .. لم اعتقد يومها يومها انها تحتاج منك سوي ذراعين يحتضناها في ضعفها و أذن تسمع ما بها .. اسهل الكلمات في النطق تلك التافهه احبك ولكن دون جدوي ..
استنكرت و بشده تعبير لباس النساء هذا و أن يتجسد بك .. فكنت رجلي و ستظل رجلاً و علي اقل القليل في نظري انا فقط دونما حولي .

1413 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..