main-top

الالتزامات والتوقعات الوالدية نحو الأبناء النفقة والحضانة نموذجا بقلم دكتور وليد رشاد

12 كانون1/ديسمبر 2017
كتب 

الالتزامات والتوقعات الوالدية نحو الأبناء النفقة والحضانة نموذجا  

في ظل مشكلة الطلاق المتصاعدة علي ساحة المجتمع المصري , قام المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية باجراء دراسة كيفية بعنوان : الطلاق المبكر بين الشباب : أبعاده وتداعياته وقد شاركت بالفصل السابع في هذا التقرير والمعنون بالالتزامات والتوقعات الوالدية نحو أبناء الطلاق المبكر " النفقة والحضانة نموذجاً" .
وجاءت أهم النتائج علي النحو التالي :
اولاً: الالتزامات والتوقعات الوالدية من واقع الطلاق المبكر: فرضيات ووقائع: تضمن هذا المحور النتائج التالية:

1- صورة الأطفال في أذهان أطراف العلاقة المتصعدة : طرح هذا الجزء للصورة الذهنية للأطفال لدي أطراف العلاقة الزوجية التي أنتهت بالطلاق المبكر وخاصة لدي المطلقة, حيث لوحظ نوع من أنواع الراحة لدي المطلقات اللآتي لم ينجبن من منطلق أن الإنجاب سيخلف عليها أزمات مستقبلية. ويختلف الأمر بشكل كبير عندما نتحدث عن المطلقات الذين لديهم أبناء , وتشير الحالات أن معظم الأبناء يقعون في الفئات العمرية الصغيرة الأمر الذي يصعب معه الوقوف علي تأثيرات فعلية عليهم في الوقت الحالي , وبما تظهر تأثيرات مستقبلية محتملة فيما بعد. ويتبين من خلال التحليلات الميدانية أن بعض الحالات كانوا علي وعي بهذه الفرضية.
2- الطلاق والتوقعات العائلية: تضمن هذا العنصر مجموعة من الفرضيات الفرضية الأولي : الطلاق يضعف الروابط الإيجابية بين الآباء والأبناءوفي هذا السياق كشفت الدلائل الميدانية عن ضعف الروابط بين الأباء والأبناء. وتمثلت الفرضية الثانية في سؤال: هناك علاقة بين تاريخ الطلاق وقوة الروابط الإيجابية بين الآباء والأبناء: وكشفت النتائج قصر فترة الزواج حيث أن بعض الحالات لم يمكث بضعة شهور, الأمر الذي يمكن من خلاله الإشارة إلي أن بعض الحالات طلقت وهي في مرحلة الحمل, الأمر الذي يعكس عدم رؤية الأب للأبن , أسس ذلك علاقة بين الأب والأبن غير المعتادة , انعكس ذلك بالسلب علي التوقعات المتبادلة للادوار الاجتماعية بينهم. وصيغت الفرضية الثالثة كالتالي: من أبرز تأثيرات الطلاق علي الأبنا الوصمة الاجتماعية السلبية والنظرة لهولاء الأطفال من قبل غيرهم, وجاءت الفرضية الرابعة " إن زواج الأب والأم مرة ثانية بعد الطلاق يؤدي إلي تقسيم الوقت بين عائلتين مما يؤدي إلي التأثير السلبي علي الأسرتين أو أحدهما ". أما الفرضية الخامسة فتمثلت في: الروابط العائلة تمثل نوع من أنواع الدعم المشترك الذي قد يبقي خاملا وينشط وقت حدوث الأزمات الأسرية.
3- الطلاق واحتياجات الأبناء الاقتصادية: وعند استعراض نتائج الدراسة الميدانية ندرك تفاوت التأثيرات الاقتصادية علي الأبناء من ثلاث زوايا.
أ: حياة الأبناء المادية والاقتصادية لم تتأثر: ذهبت بعض الحالات إلي أن الحياة المادية للأبناء لم تتأثر.
ب: حياة الأبناء الاقتصادية تأثرت إيجابياً : يلاحظ كما تم الإشارة سابقا أن هناك تفاوت في النواحي الاقتصادية لأسر التوجية حيث يتبين من التحليلات أن هناك بعض الأسر لديها مستوي اقتصادي مرتفع الأمر الذي يفوق المستوي الذي تعيش فيه الزوجة المطلقة مع زوجها.
ج: حياة الأبناء الاقتصادية تأثرت سلبًا: وتجدر الإشارة إلي أن معظم الحالات تعاني في تربية أبنائها من الناحية الاقتصادية , ولقد أكدت علي هذه الفرضية معظم الحالات الميدانية.
4- الطلاق وتفاعلات الأبناء الاجتماعية: تضمن هذا العنصر النقاط الفرعية التالية:
أ: الطلاق وانحراف الأطفال : ربطت معظم الدراسات بين الطلاق وبين انحراف الأحداث , وفي هذا السياق يتبين من الحالات الميدانية أن هناك انحرافات سلوكية أتجه إليها الأبناء.
ب: الطلاق وانعكاساته علي تعليم الأبناء :يطرح هذا العنصر لتأثير الطلاق علي تعليم الأبناء, وبملاحظة الحالات الميدانية يمكن تقسيم هذا التأثير إلي عنصرين الأول: يري أن الطلاق المبكر أثر علي قدرة الأبناء الدراسية , والثاني يري عدم تحقق ذلك .
ج- الطلاق واغتراب الأبناء:لا شك أن هناك خصال شخصية قد تتأثر لدي الأبناء من جراء الطلاق , وفي هذا الإطار يمكن القول أن الدلائل الميدانية دعمت هذه الفكرة بشكل أساسي.
ثانيا: النفقة : بين رأس المال العائلي والقانون, عرض هذا المحور نتائجه في التالي:
1- النفقة ورأس المال الاجتماعي علي خلفية الطلاق المبكر: يلعب رأس المال الاجتماعي دورا أساسيا فيما يتعلق بالأسرة بشكل عام , والطلاق بشكل خاص. فالعلاقات الأسرية التي تمتلكها الأسرة والتي تتدخل وقت الأزمات في رأب صدع الأسرة وتقديم التسهيلات لها لمواجهة الصعوبات والمشكلات بشكل جيد . ويدرك المتأمل لواقع المجتمع المصري أن العائلة الكبيرة تلعب دورها البارز في حياة الأسرة وتتدخل في كثير من الأحيان بما يمكن أن نسميه بالجلسات العرفية التي تحسم الخلافات الأسرية.
2- النفقة والقانون : محاولة للتحايل :تبين من خلال النتائج أن فشل العلاقات القرابية في حل مشكلات النفقة يجعل الطرف الذي يطلبها وهو المرأة تلجأ إلي القضاء والمحاكم للحصول علي النفقة وخاصة نفقة الأبناء
يشير الواقع الميداني إلي العديد من علامات التحايل في الحصول علي النفقة , فعندما تلجأ الزوجة إلي المحكمة للحصول علي النفقة يبدأ التحايل فيها وتتدخل اللألعيب القانون للحيلولة دون دفع نفقة كبيرة الأمر الذي يجعلها في النهاية مبالغ ذهيدة لا تكفي حاجة الأطفال

2- التنازل عن النفقة مقابل الطلاق : كشفت عدد كبير من المقابلات المتعمقة أنهم تنازلوا عن النفقة مقابل الطلاق- نقصد بالنفقة هنا نفقة المتعة والعدة وليست نفقة الأطفال- فهناك العديد من الأزواج يستخدمون النفقة كأسلوب للضغط علي الزوجة مقابل الطلاق
ثالثا : إشكالية الحضانة والرؤية بين حقوق الوالدين والأبناء: تناول هذا المحور العناصر الفرعية التالية:

1- عدم وجود مشكلات في الرؤية : باستعراض الحالات الميدانية تبين أن هناك , عدد من الحالات لم تلجأ للقضاء , وكشفت حالات أخري عن وجود بعض الصعوبات في مسألة رؤية الأبناء الأمر الذي دفع الأزواج إلي إقامة دعوة قضائية لرؤية الأبناء.

1864 K2_VIEWS
الصحفى على
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..