main-top

كتب /وسام عابد . لماذا تتم إهانة السياسة دائما

18 آذار/مارس 2016
كتب 

هناك صورة ذهنية تلاحق السياسة دائما، على أنها لعبة لا أخلاقية، وسلسلة من المناورات تأخذ الطابع التآمري، ولهذا يظن المجتمع والسياسيون أنفسهم أن السياسة لعبة مصالح مجردة من الوازع الأخلاقي، ويبدو أن الصورة الذهنية السيئة عن الساسة باتت راسخة، حتى تحكمت هذه الصورة على الممارسة السياسية نفسها.

السؤال: لماذا تتم إهانة السياسة دائما؟ وهذا يتم بشكل يبدو أنه منظم حتى في الدول الأكثر ديمقراطية، إذ إن استطلاعات الرأي دائما تضع السياسيين في خانة الأقل مصداقية في كل استطلاع لرأى الجمهور في كل بلدان العالم تقريبا.

وظيفة السياسة أنها الوسيلة التي يمارس من خلالها المجتمع عملية الحكم، والتي يجب أن تخضع بالأساس لرؤية أو مجموعة رؤى تتحرك في بيئة النخب السياسية الحزبية والتكنوقراطية والقيادات الطبيعية في المجتمع.

لهذا السبب تكون السياسة ضحية ازدياد نفوذ جماعات المصالح، التي يهمها أن لا تلعب السياسة دورها الطبيعي في التعبير عن الجماهير، أو ان يكون السياسيون هم انعكاس لإرادة المجتمع، هذه العملية لا تعبر عن منطق مؤامرة، وإنما هي انعكاس لرغبة مجموعات المصالح في تمرير مشاريعها عبر الوسيلة السياسية، وفى بعض الأحيان برضا شعبى كامل.

الجمهور وحتى الساسة والشباب المنتمى للعمل العام أيضا، وقعوا في فخ عدم التوصيف الصحيح لفكرة ومفهوم السياسة، وبدا أن هناك خلطا بين المرجعيات الفكرية كمجموعة مبادئ أخلاقية حاكمة للخطاب السياسي، والتي يتأسس على أساسها برامج التحرك والفعل في الشأن العام، وبين لعبة التفاوض والمصالح.

هذا الخلط أدى إلى تحول السياسة في نظرهم إلى لعبة تفاوض ومصالح ذات طابع انتهازى ومنافق، وأدى ذلك إلى انصراف الجمهور عن كل ما هو سياسي، ودفع الشباب لتفضيل اليافطة الثورية على الممارسة السياسية.

السياسة ممارسة عقلية لها مرجعيات أخلاقية وفكرية، وهي عامل التواصل والربط بين مجموع إرادة الأمة، السلطة والمجتمع، والسياسة هي المعبر الأساسي بين أهداف الوطن وطموحاته المستقبلية والجماهير.

السياسة ليست نوعا من الفهلوة، وإنما وزنها النسبى يساوى الوزن الكمي لحركة المجتمع، وهي ممارسة قائمة على العلم والفهم والإدراك، وليست على الأحكام المطلقة والشعارت المفرغة من المضمون.

السياسة أخلاقية، إذ إن المبادئ الفكرية التي تقف خلف كل برنامج انتخابي وتنفيذي، وهي مفاهيم العدالة والحريات والحقوق والشفافية وغيرها من المبادئ التي نجدها شعارات لكل الأيديولوجيات.

السياسة موجودة حتى ولو غابت الأحزاب والقوى السياسية، فالرأى العام والانطباعات الجماهيرية، الرضا وعدم الرضا، ردود الأفعال المتباينة، والتفسيرات السلوكية في الشارع، هي سياسة، تحتاج إلى منافذ حزبية لتعبر عنها، وتقودها كقوة دافعة للبناء وليست للفوضى إن تركت بعيدا عن الممارسة السياسية الفاهمة والمبدعة.

السياسة رمزيات، لكل سياسي رمزية فى المشهد، إما فئة بيعبر عنها أو حزب أو مرجعية فكرية، تبدأ كل أزمات السياسي عندما يفقد رمزيته، لا تتخلوا عن من تمثلوهم فهم فى النهاية المربع الأخير، هم الملجأ الوحيد.

السياسة ليست "امرأة لعوب" كما قالوا عنها، الناس هم من يرقصون كالأفاعى.

1093 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..