main-top

الشاعر الكبير المتفائل .. عطية عليان .. شاعر السويـــس..

26 نيسان/أبريل 2020
كتب 

 

إعــداد محمد عطية عليــــان
#
بقلم الشاعر محمود جمعــــة
#
كان شاعر السويس والذي لقب بالشاعر المتفائل تقديرا له لأنه هو أول من تنبأ بانتصار أكتوبر فى كل أشعاره وتوفى الشاعر الكبير يوم 5 يناير عام 1986م عن عمر يناهز 52 عام من مواليد حي الغريب 22/11/1933م –مدرس لغة عربية أول وكان يشغل أن ذاك وكيل مدرسة الإعدادية بنات القديمة، له من الأولاد اثنين محمد الأكبر ومحمود.
شعراء للمقاومة يضغطون على زناد الكلمة فيشعلون بها نيران الحماسة فى صدور الجميع , يدعون إلى الأمل و العمل و يرشدون الجميع إلى طريق الخلاص .. و من بينهم كان أبنا لهذه الأرض التى تخضبت بالدماء الذكية و ارتوت بعرق العمل و الجهاد .. كان عطية عليان أبن النيل و الليل و الويل و الصعب جزءاََ من كتيب المقاومة، يرسم معهم ملامح الغد المشرق الذى ينتظره الجميع ويرفض الاستكانة والاستسلام ليأس و خوف جارف كان أشد ضراوة من الهزيمة العسكرية .. راح يبشر بالنصر و يذكر أبناء هذا الشعب العظيم بقدرتهم على تحقيق النصر المأمول و يدفعهم بكلماته إلى العمل على انتزاع هذا الغد من بين أنياب الليالى الحزينة التى ارتسمت فوق سماء المدينة فحولت فرحها كمداََ و حزناََ .. و لم يكف و رفاقه عن الغناء لكل جهد يبذل و دم يهدر فى سبيل بلوغ الحلم المنشود حتى تحقق للشعب نصره العزيز و عادت إليه الفرحة و البسمة فغنى معهم و لهم أغنيات النصر و الفرح .. رحلة عاشق .. سافر فيها عطية عليان عبر الحزن و الخوف و المقاومة و النضال و النصر ، و رسم فيها لوحة خالدة فى عشق الوطن و حمل لواء الكلمة التى عبر بها الهزيمة قبل الجميع.
سفر المقاومة
" الى كل كادح فى أى موقع من مواقع العمل,فى الجبهة, فى الحقل,فى المصنع,فى المكتب" يهدى عطية عليان ديوانه رحلة عاشق بهذه الكلمات التى تعبر عن بصدق عن الرسالة التى يتضمنها هذا الديوان.. وقد كان يعنى ذلك فقد غنى فى قصائده للإنسان المصرى عاملا ,فلاحا , صانعا , جنديا.. فقد كانت النكسة "برواز مكسور" يكمن داخل نفسه ويتجاوزها ليصبح حزنا عاما وشرخا عظيما فى جدار الوطن فيحاول جاهدا أن يلملم بكاءه سريعا ويسعى الى مداواة الجرح والعمل على التئام هذا الشرخ القابع داخل نفوس كل المصريين ويدعو الجميع الى طرح البكاء جانبا مذكرا إياهم بأنهم قادرين على تحقيق المستحيل.
يا أبن مصر يا عمرها
يا كل حبة ف أرضها
يا معلم الناس كلها
كيف الصراع ضد الطمع
ثم يدعو الجميع الى نفض غبار الحزن عن أكتافهم وتحمل مسئوليتهم تجاه هذا الوطن
أوعى العيون تنشق من بعد البكا
انت ابنها.. وانا ابنها
و كل اللى ماتوا ولدها
كل اللى عايشين ولدها
ويتحول من مخاطبة المجموع الى تنفيذ خطابه الشعرى الى كل مصرى فى كل مكان و مجال فقد رأى و رفاقه من الشعراء الواعين المدركين لأهمية العمل الجاد فى سنوات الحرب أن حربهم ليست عسكرية فحسب بل هى حرب فى المصنع و الحقل والمكتب وأن الجميع مشاركون فيها كل فى مجاله وهنا كلماته تحثهم على العمل.
يا مرحلة بعد البكا
إيه العمل..غير العمل
جوه الجناين فى الغيطان
إيدينا تغزل طرحها
بين المكن وسط الدخان
إنتاجنا يحمى أمنها
وعلى العدا جوة الميدان
نصب نارها و غلها
وهذا ليس بغريب فقد عاصر عطية عليان شعراء هذه الحقبة من تاريخ الوطن الذين كانت كلمتهم وقود المقاومة والصمود فكان الكابتن غزالى وكامل عيد رمضان و آخرون يغنون للأمل والمقاومة و رفض الاستسلام واليأس والإيمان بالمصرى القادر على خلق حتمية عودة الأرض المغتصبة واسترداد الكرامة حتى تحقق لهم ذلك فغنوا للنصر و العبور و الشهداء.. هكذا رأى عطية عليان و كل شعراء المقاومة حينها أن الحرب ليست عسكرية فحسب بل تتعدد المعارك والجبهات فها هو الكابتن غزالى يدعو الجميع الى نيل شرف الحرب
أوعى شرف الحرب ..يفوتك
أسرع شارك و احمى..بيوتك
مهما كنت لابد.. تفيد
فلاح عامل أنت..مفيد
تمسك مدفع..
تزرع تصنع
تطفى تداوى
تقول فى الحرب
حكاوى و غناوى
مهم يكونلك
دور مايفوتك
ويفتح كامل عيد باب الانتماء الى كل أصحاب العمل
المجد بانتمى للخضره على خد الغيطان
للزهرة من فوق العيدان
للسنبلة..والقمح على عوده استوى
لرجال بتعرق بالعمل..مش كلام..!
ويغنى لهم ومعهم أغنية الكادحين السعداء بكدحهم
نسجت بقلبى موالك..وغنيته
مع الشغيلة فى المصنع
مع البمبوطى فى المنيا..و ع المركب
مع فلاحك الضاحك على كتفك
هى الحرب بكل أوزارها و أوجاعها شكلت هذا الرعيل من شعراء المقاومة وصبغت كلماتهم بحناء الجهاد فكانت تعبر بأفراد الشعب حدود الانتظار الصعب الى إشراقه يوم النصر. و يحمل عطية عليان بوقه و يجول به فى شوارع و حارات المدينة صوتا للمعركة و الشعب و الأرض و صوتا للانتصار
و لا صوت حيعلى فوق جراح قلب النهار
يا شعب اصحى قبل مايفوت النهار
و لاصوت يجلجل ف الفضا غير الانتصار
ويزعق فى حفنة الماكثين على خط النار , الراغبين فى سلام الشرفاء المنتصرين
ترجم كلام صوت السلاح
و اشهر سلامك بالكفاح
الحرب مالهاش فى السلام
الحرب مالهاش فى الكلام
الحرب هية الحرب
والدم فيها بينخلق منه الصباح
والنضال ..يشعل جذوته رفض الانكسار والهزيمة.. هذا الرفض الذى يخرج صارخا ليؤثر فى وجدان السامعين ويجبرهم على المشاركة طائعين راغبين فى شرف الموت أكثر من حرصهم على حياة الذل والهوان لعل كل هذا ماجعل أشعار عطية عليان وغيره من شعراء هذه الفترة من تاريخ الوطن مباشرة و رسالة واضحة لا تحتاج الى تأويل أخر سوى الدعوة الى المقاومة و العبور الى النصر .. ولقد حدث كامل عيد رمضان عن هذا فى مقدمته لديوان عطية عليان حين قال: (إن هذه المرحلة النضالية من تاريخ أمتنا كانت تستلزم هذه المباشرة كأحد الوسائل إلى الشحن المعنوى...) وعايش عطية عليان الخوف المطبق على المدينة والذعر الذى كان يتملك الناس من غارات الأعداء على المدينة الصامدة وكان على وعى بأن الخوف يحبط عزيمتهم ويقتل فيهم القدرة على المقاومة والنضال فأخذ يردد على مسامعهم.
أبدا وحياة الحق المهضوم
لتسوى هوايل خير
الخوف ع الشئ بيركب أل

805 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..