main-top

هناك فرق بين القصة والحكاية؟ هي بنا نعرف ونتأكد ونجاوب

10 نيسان/أبريل 2020
كتب 

السويس / ناديه حسن *

حين فتحت قاموس المنجد في اللغة والإعلام لم أجد أصلاً لم يخطر ببالي هذا السؤال حتى بدأت بإخراج كتاب (جمعية الشعراء الأموات) فرغم أنه يستعرض قصصاً ومواقف كتبت خلال سبعة وعشرين عاماً، احترت فعلاً في طريقة تعريفها وتقديمها للقارئ فهي ليست قصصاً بالمعنى الأدبي الذي نتصوره حين نتحدث عن القصص القصيرة، وفي نفس الوقت ليست (حكايات) يتـم سردها شفهياً أو تحاك فقط على سبيل التسلية...

حين تفتح المراجع الأدبية تجد تعاريف كثيرة للقصة (أنواعها ومسمياتها والعناصر الأساسية فيها) ولكنك لا تكاد تجد من يفرق بينها وبين "الحكاية".. حين فتحت قاموس المنجد في اللغة والإعلام لم أجد أصلاً تعريفاً للحكاية يسمح بمقارنتها بالقصة.. وجدت فقط الفعل (حكى) الأمر الذي يجعل من كل ما يروى باللسان حكاية (سواء كانت قصة أم خبراً أم تجربة مررنا بها)..

فمثلاً (المعجم المدرسي السوري) كان من الكتب القليلة التي فرقت بين الاثنتين فقد عرف الحكاية بأنها ما يحكى أو يقص حدثاً واقعاً أو متخيلاً بينما عرف القصة بأنها حكاية طويلة، تسرد واقعة أو جملة وقائع، تستمد من الواقع أو الخيال، أو منهما معاً، وتبنى على قواعد معينة من الفن الأدبي

أيضاً حين فتحت معجم لونجمان وجدته يعرف الحكاية بأنها قصة قصيرة تقليدية، تعلم درساً أخلاقياً، وخاصة عن الحيوانات بينما يعرف القصة بتعاريف مختلفة تجاوزت 15 تعريفاً من أكثرها وضوحاً وبساطة أن القصة هي الحكاية!

وبعد البحث في الإنترنت خرجت بأراء متضاربة أو غير مقنعة وعندها قررت ترك كل التعاريف والعودة إلى ذاتي وسؤال نفسي
ماذا أعني أنا حين أقول قصة وماذا أعني حين أقول حكاية؟

تذكرت جملة كنت أقولها كثيراً في طفولتي جدتي احكيلي قصة أدركت فجأة أن الفرق يعتمد على موقفنا نحن من الحدث وطريقة سرد الحدث،، فالقصة تُحكى، والحكاية تروى الرواية الشفهية متراخية ولكن يمكن أن تتحول إلى قصة أدبية مكتوبة بإحكام

القصة هي الحكاية بعد إعادة صياغتها وكتابتها واستثناء قائلها أحداث مترابطة ومحبوكة ترويها شخصيات القصة وحوارات الأبطال فيها وليس الراوي أو الحكواتي قد يكتبها المؤلف ولكن خيال القارئ هو ما يشكلها ويرسم خلفية الأحداث فيها لهذا السبب يتذوقها كل قارئ بطعم مختلف، أما الحكاية فكلمة مشتقة من حكى والمقصود بها غالباً قصة تلقى بطريقة شفهية يلقيها الراوي بطعم موحد لا تسمح للمتلقين بإضافة خيالات مهمة عليها تعلو فيها طريقة السرد ويسيطر فيها أسلوب القائل لدرجة تخبو فيها شخصيات القصة وحوارات الأبطال ويصبح المكان شيئاً ثانوياً يلقيها الحكواتي بطريقة جذابة تأسر المستمعين حتى نهايتها كما أسرت شهريار شهر زاد بحكايات لا تنتهي أجلت قتلها ليلة بعـد أخرى

بصراحة، لم يعد معرفة الفرق يعنيني كثيراً كون الفرق بين القصة والحكاية كالفرق بين المنزل والدار، والحائط والجدار فوارق تعتمد على وظيفة البناء وطريقة نظرنا للمبنى ومغزى اختيارنا نحن لكلمة دون أخرى.

691 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..