عجيب أمر هؤلاء الذين استبدلوا قلوبهم بأحجار صماء ، وانعدمت لديهم أدنى درجات الإحساس ، وذهبت عقولهم إلى غير رجعة ، بعد أن فرًطوا – طواعية واختيارا – في إنسانيتهم وتحولوا إلى كائنات لا تعرف عن الرحمة شيئا .
لو نُعٍتت هذه الفئة من البشر بالوحوش لظلمنا الوحوش ، فحتى الوحوش المفترسة التي تعيش تحت مظلة "البقاء للأقوى" لا يجرؤ شيطانها على العبث برأسها وإيداع هذه الأفكار الخبيثة داخل عقولها ، فالرحمة بين الوحوش قائمة لا ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة ، أما هؤلاء الذين تشبعت صدورهم بالقسوة والوحشية فحري بهم أن يعتزلو الناس وليذهبوا بعيدا إلى مستنقعات خبيثة تكون ملاذا آمنا لهم ولمن هم على شاكلتهم .
في السويس وللمرة الثالثة في أقل من شهر يعثر السوايسة على رضيعة صغيرة لم تخرج للدنيا سوى قبل سويعات قليلة ، مشهد يشيب له الولدان وتنفطر له القلوب بل وتحتار في تفسيره العقول .
كيف يمكن لشخص – ذكر كان أو أنثى – أن يلقي بفلذة كبده بين أكوام القمامة؟؟ وإذا كان هذا الرضيع المسكين الذي لا حول له ولا قوة هو ابن سفاح فلماذا يدفع ثمن جريمة هو منها برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟؟؟
وإذا كان الفقر وضيق الحال هو السبب فهل يعتد بالفقر كذريعة لهذا الفعل المشين ؟؟ والله عز وجل قال في كتابه الكريم "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم".
ثم ما هو دور مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان تجاه هذه الكارثة التي أصبحت بمثابة ناقوس خطر يدق بين جنبات المجتمع المصري ؟
ختاما ...
أقول لمن يقدم على هذه الفعلة الشنعاء :
اتق الله .. فهذا الرضيع المسكين سيأخذك من يديك يوم القيامة بين يدي الله ليلقي بك في غياهب جهنم لتكون أنت ومن على شاكلتك وقود النار التي أعدها الله لأمثالكم ممن طغوا وعاثوا في الأرض الفساد .
