main-top

الشاعر الراحل “عطية عليان” شاعر السويس المتفائل ..بقلم الشاعر / محمود جمعه

30 آب/أغسطس 2017
كتب 


كان شاعر السويس ولقب بالشاعر المتفائل تقديرا له لأنه هو أول من تنبأ بانتصار أكتوبر فى كل أشعاره وتوفى الشاعر الكبير يوم 5 يناير عام 1986م عن عمر يناهز 52 عام من مواليد حي الغريب 22/11/1933م –مدرس لغة عربية أول وكان يشغل أن ذاك وكيل مدرسة الإعدادية بنات القديمة، له من الأولاد اثنين محمد الأكبر ومحمود.

شعراء المقاومة يضغطون على زناد الكلمة فيشعلون بها نيران الحماسة فى صدور الجميع , يدعون إلى الأمل و العمل و يرشدون الجميع إلى طريق الخلاص .. و من بينهم كان أبنا لهذه الأرض التى تخضبت بالدماء الذكية و ارتوت بعرق العمل و الجهاد .. كان عطية عليان أبن النيل و الليل و الويل و الصعب جزءاََ من كتيب المقاومة، يرسم معهم ملامح الغد المشرق الذى ينتظره الجميع ويرفض الاستكانة والاستسلام ليأس و خوف جارف كان أشد ضراوة من الهزيمة العسكرية .. راح يبشر بالنصر و يذكر أبناء هذا الشعب العظيم بقدرتهم على تحقيق النصر المأمول و يدفعهم بكلماته إلى العمل على انتزاع هذا الغد من بين أنياب الليالى الحزينة التى ارتسمت فوق سماء المدينة فحولت فرحها كمداََ و حزناََ .. و لم يكف و رفاقه عن الغناء لكل جهد يبذل و دم يهدر فى سبيل بلوغ الحلم المنشود حتى تحقق للشعب نصره العزيز و عادت إليه الفرحة و البسمة فغنى معهم و لهم أغنيات النصر و الفرح .. رحلة عاشق .. سافر فيها عطية عليان عبر الحزن و الخوف و المقاومة و النضال و النصر ، و رسم فيها لوحة خالدة فى عشق الوطن و حمل لواء الكلمة التى عبر بها الهزيمة قبل الجميع.

سفر المقاومة

” الى كل كادح فى أى موقع من مواقع العمل,فى الجبهة, فى الحقل,فى المصنع,فى المكتب” يهدى عطية عليان ديوانه رحلة عاشق بهذه الكلمات التى تعبر عن بصدق عن الرسالة التى يتضمنها هذا الديوان.. وقد كان يعنى ذلك فقد غنى فى قصائده للإنسان المصرى عاملا ,فلاحا , صانعا , جنديا.. فقد كانت النكسة “برواز مكسور” يكمن داخل نفسه ويتجاوزها ليصبح حزنا عاما وشرخا عظيما فى جدار الوطن فيحاول جاهدا أن يلملم بكاءه سريعا ويسعى الى مداواة الجرح والعمل على التئام هذا الشرخ القابع داخل نفوس كل المصريين ويدعو الجميع الى طرح البكاء جانبا مذكرا إياهم بأنهم قادرين على تحقيق المستحيل.

يا أبن مصر يا عمرها

يا كل حبة ف أرضها

يا معلم الناس كلها

كيف الصراع ضد الطمع

ثم يدعو الجميع الى نفض غبار الحزن عن أكتافهم وتحمل مسئوليتهم تجاه هذا الوطن

أوعى العيون تنشق من بعد البكا

انت ابنها.. وانا ابنها

و كل اللى ماتوا ولدها

كل اللى عايشين ولدها

ويتحول من مخاطبة الجموع الى تنفيذ خطابه الشعرى الى كل مصرى فى كل مكان و مجال فقد رأى و رفاقه من الشعراء الواعين المدركين لأهمية العمل الجاد فى سنوات الحرب أن حربهم ليست عسكرية فحسب بل هى حرب فى المصنع و الحقل والمكتب وأن الجميع مشاركون فيها كل فى مجاله وهنا كلماته تحثهم على العمل.

يا مرحلة بعد البكا

إيه العمل..غير العمل

جوه الجناين فى الغيطان

إيدينا تغزل طرحها

بين المكن وسط الدخان

إنتاجنا يحمى أمنها

وعلى العدا جوة الميدان

نصب نارها و غلها

وهذا ليس بغريب فقد عاصر عطية عليان شعراء هذه الحقبة من تاريخ الوطن الذين كانت كلمتهم وقود المقاومة والصمود فكان الكابتن غزالي وكامل عيد رمضان و آخرون يغنون للأمل والمقاومة ورفض الاستسلام واليأس والإيمان بالمصرى القادر على خلق حتمية عودة الأرض المغتصبة واسترداد الكرامة حتى تحقق لهم ذلك فغنوا للنصر و العبور و الشهداء.. هكذا رأى عطية عليان و كل شعراء المقاومة حينها أن الحرب ليست عسكرية فحسب بل تتعدد المعارك والجبهات

هي الحرب بكل أوزارها و أوجاعها شكلت هذا الرعيل من شعراء المقاومة وصبغت كلماتهم بحناء الجهاد فكانت تعبر بأفراد الشعب حدود الانتظار الصعب إلى إشراقه يوم النصر.

و يحمل عطية عليان بوقه و يجول به في شوارع و حارات المدينة صوتا للمعركة و لشعب و الأرض وصوتا للانتصار

و لا صوت حيعلى فوق جراح قلب النهار

يا شعب اصحى قبل ما يفوت النهار

و لا صوت يجلجل ف الفضا غير الانتصار

ويزعق فى حفنة الماكثين على خط النار , الراغبين فى سلام الشرفاء المنتصرين

ترجم كلام صوت السلاح

و اشهر سلامك بالكفاح

الحرب مالهاش فى السلام

الحرب مالهاش فى الكلام

الحرب هيه الحرب

والدم فيها بينخلق منه الصباح

والنضال ..يشعل جذوته رفض الانكسار والهزيمة.. هذا الرفض الذي يخرج صارخا ليؤثر فى وجدان السامعين ويجبرهم على المشاركة طائعين راغبين فى شرف الموت أكثر من حرصهم على حياة الذل والهوان لعل كل هذا ما جعل أشعار عطية عليان وغيره من شعراء هذه الفترة من تاريخ الوطن مباشرة و رسالة واضحة لا تحتاج إلى تأويل أخر سوى الدعوة إلى المقاومة و العبور إلى النصر .. ولقد حدث كامل عيد رمضان عن هذا فى مقدمته لديوان عطية عليان حين قال: (إن هذه المرحلة النضالية من تاريخ أمتنا كانت تستلزم هذه المباشرة كأحد الوسائل إلى الشحن المعنوي وعايش عطية عليان الخوف المطبق على المدينة والذعر الذي كان يتملك الناس من غارات الأعداء على المدينة الصامدة وكان على وعى بأن الخوف يحبط عزيمتهم ويقتل فيهم القدرة على المقاومة والنضال فأخذ يردد على مسامعهم.

أبدا وحياة الحق المهضوم

لتسوى هوايل خير

الخوف ع الشئ بيركب ألف هموم

بينسى الجدعان شجاعتهم

بينسى الأطفال لعبتهم

ده الخوف ملعون

ثم يدعو الجميع إلى تأمل واقعهم و التعايش معه و محاولة الخروج من هذه الحالة التى تتملكهم فيقول:

حتخاف من مين؟

وتخاف على مين؟

ثم يستطرد..

ح نخاف لقيامة تقوم

ما تقوم!!

الزكاه مش فرض على المعدوم

ويؤكد عطية عليان على قدرة أبناء هذه المدينة على النضال والصمود و أنه لابديل عن المقاومة للخروج من هذه المحنة:.

أنا باعى طويل صامد على طول

أنا أبن النيل والليل والويل والصعب

يا عينى يا حبيبتى عليكى

مشوار حيطول

ويقول أيضا:

ده أنت آخر حل فاضل

أنطلق و أطلق سلاحي

مهما كانت الحرب مرة

مش أمر من جراحي

وكان وزملاءه من هذا الرعيل على هذا القدر من المعرفة والنظر

769 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..