main-top

غادة محفوظ تكتب : العمل الإنساني متعة العطاء .. ولذة الجزاء

19 آب/أغسطس 2017
كتب 

 

كم هو رائع أن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان ، يفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه ، ويتألم لألمه ، ويأخذ بيده ليعبرا معا فوق جسر من الأمل بعد أن نالت سهام الحياة المريرة من أحدهما ليصلا معا إلى شاطئ الراحة والنجاة .

كم هو رائع أن يبذل الإنسان الغالي والنفيس من أجل مسحة دمعة سالت على جدار قلب يتيم قبل أن تسيل من عينيه .

كم هو رائع أن تدفع بعضا من أموالك – طواعية واختيارا وعن قناعة تامة – لتشاهد بسمة رسمت على وجوه فعل فيها الزمن ما يعجز عن وصفه الكلام .

كم هو رائع أن يشرئب عنقك فرحا وشكرا لله بعد أن أسديت لأحد المحتاجين خدمة كانت بالنسبة له حلما صعب المنال .

كل هذه الصور السابقة لن يشعر بها إلا من تذوق حلاوة العمل الإنساني .

نعم ... إنها متعة لا تعادلها متعة أن تعمل العمل ولا تأخذ مقابلا دنيويا زائفا زائلا ، وإنما تنتظر العطاء الجزيل من الكريم سبحانه ، فهو سبحانه وحده من يُقدر ما قمت به لأجل إخوانك من بني البشر ، وعلى هذا كان لزاما عليك أن تخر ساجدا لله الذي اختارك واصطفاك لهذه المهام الإنسانية النبيلة بل ووفقك سبحانه للقيام بها على الوجه الأمثل ، ولم لا؟؟ وقديما قيل "حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم" .

في التاسع عشر من أغسطس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني World Humanitarian Day ، وحق للعالم أن يحتقل كل يوم بهذه المهمة المقدسة التي يمتهنها أصحابها وهم على قناعة تامة بأنهم لن يهدأ لهم بال ولن تقر لهم عين ولن تطيب لهم نفس إلا برؤية ثمار مجهوداتهم الإنسانية التطوعية قد بدت في الأفق ، وانصهر الجميع داخل بوتقة واحدة ألا وهي بوتقة الحب والتقدير .

حري بمن يمارس العمل الإنساني والذي وهب حياته لخدمة المجتمع ومساعدة بني جلدته أن يشار له بالبنان وأن يكتب اسمه بحروف من نور في تاريخ البشرية، فهو يحمل في يده شعار التضحية والفداء حتى الموت ، بينما تعمل يده الأخرى في نفض غبار الحزن والمعاناة عن كاهل مجتمع بأكمله لا يملك إلا أن يرفع أكف الضراعة إلى الله أن يجزي هذا المتطوع خير الجزاء بعد أن قدم للناس والمجتمع خدمات ستظل دائما وأبدا نبراسا مضيئا في سماء البشرية كلها .

771 K2_VIEWS
نادية حسن
main-bottom

 

 

نحن موقع اخباري يعمل على مدار 24 ساعة، سياستنا التحريرية غير منحازة لأي فصيل سياسي ونسعى لنقل الواقع المصري إلى أبناء مصر والعالم العربي والإفريقي والعالمي..