كتب على عماره
عجزت السلطات والأجهزة الأمنية والمؤتمرات العلمية على مدى 17 عاما من التخلص من 220 طن مواد مسرطنة ومشعة داخل حاويات في منطقة في ميناء الأدبية وضعت تحت حراسة مشددة من شرطة وأمن الميناء.
فيوجد داخل ميناء «الأدبية» في السويس 10 حاويات في منطقة لا يسمح بالاقتراب منها، لاحتوائها على مادة "اللندنين" المسرطنة.
وتبدأ قصة الحاويات المسرطنة منذ عام 1999 حينما استورد شخص يدعي كمال أنطوان شلبي، 15 حاوية تحتوي على مبيدات حشرية في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، ومن المقرر أن تمر الحاويات على مصر كترانزيت لحين وصولها لميناء بورسودان في السودان.
وتحركت الشحنة عبر المغرب ثم ميناء بورسعيد ثم بورتوفيق،ثم شحنت إلى الأدبية والتي بمجرد أن دخلت صوامع الميناء لحفظها، وعقب الكشف على الشحنة تبين وجود مبيدات حشرية مسرطنة تحتوي على مادة "اللندين" المحرم دخولها مصر بقرار الذي أصدره وزير التموين والتجارة الداخلية وحمل رقم 55 لسنة 1996، وأوصت إدارة ميناء الأدبية بعودة الشحنة إلى دولة المصدر.
ونقل المستورد 5 حاويات إلى السنغال إلا أنه أختفي بعد ذلك، وبقي 10 جاويات وبداخلها 220 طنا مبيدات مسرطنة داخل ميناء السويس، ولم تتمكن السلطات في السويس إلا من القبض على شخص يدعي عبد المنعم سعودي، وهو المستخلص الجمركي الذي ساعد في تخليص الشحنة،لتقر محكمة السويس بحبسه 3 سنوات ويتم وقف الحكم في الاستئناف.
وأكدت مصادر داخل ميناء الأدبية أن الشحنة تقع تحت حماية وتأمين أمن الميناء وشرطة الموانئ، وبالرغم من إكتشاف أن أحد الحاويات يوجد بها نسبة مشعة إلا أنها ليست بالخطيرة فنسبة الإشعاع تعتبر ملائمة لطبيعة الإنسان ولا تؤثر عليه صحيا ولا حتى على المدي البعيد.
وأعاق طبيحة المادة بداخل الحاويات محاولات التخلص منها، فقد نظمت وزارة البيئة أكثر من مؤتمر مع كلية علوم الإسكندرية لبحث سبل التخلص منها، وقد تم إثبات أن الحرق قد يسبب تسريب اشعاعي، أو أن دفنها حتى لو في مناطق صحية قد يسبب تسرب اشعاعي للمياه الجوفية.
وتوصلت هيئة موانئ البحر الأحمر ووزارة البيئة لإجراء مناقصة سريعة لنقل الحاويات لآحدي الدول وإعدامها هناك، دون حدوث أي جديد في الأمر.
وتعتبر الخسائر المتعلقة بوجود الحاويات خسائر مادية فقط حيث انها تشغل حيز من مساحة الصوامع التي من الممكن الاستفاد منها في تخزين الحاويات وزيادة نسب الاستفادة من الميناء، فضلا عن تعيي قوة كبيرة لحراسة الحاويات سيتم الاستفادة منها عقب التخلص من الحاويات المسرطنة.
